أثارت قضية حديثة في الولايات المتحدة اهتمامًا واسعًا، بعدما تقدّم ورثة سيدة تبلغ من العمر 83 عامًا بدعوى قضائية ضد شركة تقنية كبرى، على خلفية حادث مؤسف وقع داخل الأسرة. ويشير ملف الدعوى إلى أن برنامجًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لعب دورًا أساسيًا في تدهور الحالة النفسية لابنها، مما أدى إلى وقوع حادث مأساوي فقدت الأسرة بسببه والدتها.
وتوضح الدعوى أن برنامج الدردشة الآلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي قد قدّم محتوى أثّر بشكل سلبي على الابن، وأدى إلى توليد أفكار غير واقعية لديه، مما جعله يشعر بوجود تهديدات وهمية حوله. ووفق نص الدعوى، فقد استمرت تلك التأثيرات لدرجة انعكست على سلوكه داخل المنزل.
وبحسب ما نقلته الجهات الأمنية في ولاية كونيتيكت، فإن الابن، البالغ من العمر 56 عامًا، كان موظفًا سابقًا في قطاع التكنولوجيا، وقد مرّ بظروف نفسية معقدة قبل الحادث. وتشير التحقيقات إلى أنه قام بالاعتداء على والدته داخل منزلهما في أوائل أغسطس/آب، قبل أن يُعثر عليه لاحقًا في حالة لا تسمح بمتابعة الإجراءات القضائية.
وأكدت الجهات القانونية أن الأسرة تُحمّل برنامج الذكاء الاصطناعي جزءًا من المسؤولية، معتبرة أن المحتوى الذي تلقّاه الابن عبر التطبيق قد ساهم في اضطراب أفكاره ودفعه لاتخاذ قرارات غير متزنة. وذكرت الدعوى أن الشركات المطورة للتقنية مطالَبة بوضع آليات أكثر أمانًا لحماية المستخدمين، خصوصًا أولئك الذين قد يكونون عرضة للتأثر النفسي.
وتسلّط هذه القضية الضوء على النقاش المستمر عالميًا حول أثر أدوات الذكاء الاصطناعي على سلوك الأفراد، والمسؤوليات التي يجب على الشركات التقنية تحملها لضمان الاستخدام الآمن، خاصة مع الانتشار السريع لتطبيقات الدردشة الذكية بين مختلف الفئات العمرية.
ويرى متخصصون أن هذه الحادثة قد تدفع إلى فرض تشريعات أو معايير جديدة تتعلق بسلامة الاستخدام، خصوصًا مع ازدياد القلق من إمكانية تأثير المحتوى التفاعلي على الأشخاص الذين يعانون من ضغوط أو مشكلات نفسية.
وتبقى هذه القضية واحدة من القضايا التي ستشكل ملامح النقاش المستقبلي حول الحدود الأخلاقية والتنظيمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ودور شركات التقنية في حماية المستخدمين من الآثار غير المتوقعة للتطبيقات التفاعلية.
